وما يحلى الكلام إلا بذكر النبي (عليه الصلاة والسلام)
يحكى ان رجل من العرب يدعى (حاتم الأصم) رزقه الله بالكثير من العيال , وكان فقيراً لا يملك اي شئ من المال , وكان رزقه بالتوكل على الله , فجلس يوماً مع اصحابة يتحدثون , وتعرضوا لذكر الحج , فتشوق حاتم الى الحج , فدخل على اولادة
فجلس بينهم يحدثهم فقال : هل لكم ان تأذنوا لأبيكم ان يذهب للحاج هذا العام ويدعوا لكم ؟؟
فردت زوجتة وابناءه : كيف ستذهب وانت لا تملك من المال شئ وكيف تتركنا ونحن في هذه الحالة من الفقر الشديد.؟
وكان له بنتاً صغيرة فقالت : أذنوا له ولا تخافوا الفقر ولا الجوع فإنه مناول للرزق وليس برزاق
فقالوا : صدقتي والله ...
فأذنوا له ان يذهب للحج .
فقالوا : صدقتي والله ...
فأذنوا له ان يذهب للحج .
فقام واحرم بالحج , وخرج مسافراً .
وكان اهل بيته يدخل عليهم جيرانهم يوبخونهم على انهم اذنوا لحاتم ان يذهب للحج , ويلومون تلك الصغيرة (لو سكت ما كان حصل كل هذا)
فكانت ابنته ترفع يديها الى السماء وتدعوا الله ((إلهي وسيدي ومولاي عودت القوم بفضلك وأنك لا تضيعهم فلا تخيبهم ولا تخجلني معهم ))
فبينما هم على هذا الحالة ..
إذا خرج أمير البلدة يصطاد فضل الطريق عن اصحابة وعسكرة , عطش الامير عطش كبير فوصل هذا الامير الى بيت حاتم الاصم وطرق الباب يستسقيهم .
فقالوا : من أنت؟
قال : الأمير ببابكم يستسقيكم .
فأخذت زوجة حاتم الاصم كوباً من الماء واعطته للأمير , فشرب منه فأستطاب الشرب من ذلك الماء فقال : هل هذه الدار لأمير ؟
فردت : لا والله إنها لعبد فقير من عباد الله يدعى حاتم الاصم.
فقال الوزير للأمير : يا سيدي لقد سمعت به فقد احرم البارحة للحج وسافر وترك اولادة بدون طعام وعرفت انهم باتوا بالأمس جياعاً .
فأمر الأمير الوزير ان يعطيهم مال كثير .
فلما رأت الصغيرة هذا المال وهذا الكرم بكت .. فقالوا لها ما يبكيكي فقد وسع الله علينا .. قالت يا أم والله انما بكائي كيف بتنا البارحة جياعاً فنظر الينا مخلوق نظرة واحدة فأغنانا بعد فقرنا فالكريم الخالق إذا نظر إلينا لا يكلنا إلى أحد طرفه عين ,
ودعت لأبيها ان يدبر الله امرة...
أما حاتم فإنه لما خرج محرماً ولحق بالقوم يسافر معهم , مرض أمير الركب فطلبوا له طبيباً فلم يجدوا , فقال: هل من عبد صالح
فدلوا على حاتم الأصم , فدخل عليه حاتم وكلمه ودعى له بالشفاء , فعوفي الامير بإذن الله , فأمر الامير له بما يركب , وما يأكل , وما يشرب
فنام حاتم في هذه الليلة يفكر في أمر عيالة وكيف هم ؟؟
فرأى في منامة ما يحدثه : يا حاتم من اصلح معاملته معنا أصلحنا معاملتنا معه , ثم أخبر بما كان من أمر عيالة,
فأكثر حاتم الثناء على الله تعالى ,
((وانهى حاتم الحج ورجع الى اهله وقال لهم : صغار قوم كبار قوم آخرين , إن الله لا ينظر الى أكبركم ولكن ينظر إلى أعرفكم به , فعليكم بمعرفته والاتكال عليه فإنه من توكل على الله فهو حسبه))
المصدر : كتاب قصص العرب
نشر في : 8:39:00 ص |  من طرف
Unknown